الاثنين، 30 يونيو 2008

ايران توجه صواريخها نحو اسرائيل


في أبلغ رد ايراني على المناورات العسكرية الاسرائيلية ، والتي يقال أنها تحضيرات للضربة الاسرائيلية لايران على خلفية البرنامج النووي الايراني ، صرحت وسائل الاعلام المختلفة من ان ايران قد وجهت صورايخها الى مفعل ديمونة الاسرائيلي تحسباً لاي هجوم عسكري عليها ، وأنها ستفرض قيوداً على ممر الخليج ( مضيق هرمز ) ، بالمقابل صرح شافتاي شافيت الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في مقابلة مع صنداي تايمز البريطانية أن إسرائيل لديها عام واحد لتدمير المنشآت النووية الايرانية والا ستواجه خطر التعرض لهجوم ذري ايراني. وقال شافيت إن "اسوأ السيناريوهات هو ان تمتلك ايران السلاح النووي خلال حوالى عام والوقت المتبقي لمواجهة ذلك يضيق أكثر فأكثر". وأضاف "بصفتي ضابط في الاستخبارات عملت على اسوأ السيناريوهات, يمكنني ان اقول انه علينا الاستعداد لذلك . علينا ان نفعل كل ما هو ضروري في الجانب الدفاعي والجانب الهجومي والرأي العام في الغرب, في حال لم تجد العقوبات على إيران " .

بناءا على هذه التصريحات المتسارعة ، بين الطرفين الاسرائيلي والايراني ، نتوصل الى عدة أمور هامة :

  1. أن اسرائيل تفكر جدياً بهذا السيناريو . وتحضر له ، قد يقول البعض ان التدريبات العسكرية والمناورات التي يجريها الجيش الاسرائيلي هو من باب التخويف أو من باب التشويش على الجانب الايراني حول من سيتبنى الضربة العسكرية ( الولايات المتحدة أم اسرائيل ) ، ومن خلال قراءة بعض المؤشرات ، فان اسرئيل أقرب الى الضربة من الولايات المتحدة ، كون الولايات المتحدة لاتزال في مأزق احتلال العراق ، والأحداث في أفغانستان ، وأن قيام اسرائيل بهذه المهمة سيوفر على الولايات المتحدة الجهد والوقت والمال ، خاصة وأن الكونجرس الامريكي لم يقر ميزانية الدفاع الخاصة بالعراق وأفغانستان الا بعد مفاوضات بين جورج دبليو بوش والأغلبية الديمقراطية بالكونجرس . وأن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الضربة يستلزم عدة اجراءات دستورية للموافقة على ذلك ، فضلاً وأن الكونجرس يتخوف من الدخول في مأزق آخر في ظل المأزق العراقي الحالي .


  2. ان اسرائيل تترقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، حيث أن فوز الديمقراطي باراك أوباما يعني عدم التجاوب مع الضربة الاسرائيلية لايران ، اما في حال فوز الجمهوري ماكين فمن السهل الاتفاق على ذلك ، لذا قد تلجأ اسرائيل الى هذا السيناريو من الآن وحتى العام القادم ليكون ذلك في عهد جورج دبيلو بوش ، وعدم الدخول في مفاوضات مع الرئيس الأمريكي الجديد . ولكن بالمقابل فان الموافقة الأمريكية ليست شرطاً لقيام اسرائيل بهذه الضربة .

  3. أن ايران لم تتفاجأ بهذه التصريحات ، بل توقعت ذلك ، وكان الرد مجهز مسبقاً ، بناءا على الاستعدادات العسكرية الايرانية ، وتطوريها على مدى السنوات الماضية ، بحيث أصبح باستطاعة الصواريخ الايرانية بلوغ اسرائيل .
    وبناءا على تعليقنا السابق على هذا الموضوع تحت عنوان " ثرثرة في احتمالات الضربة الاسرائيلية " ، فان السيناريو الذي ذكرناه سابقاً يسير على ذات الخطى المتوقعة بشكل دقيق حتى الأن ...

الجمعة، 27 يونيو 2008

ثرثرة في احتمالات الضربة الاسرائيلية ؟؟؟



هل ستضرب اسرائيل ايران ؟؟ سؤال تردد على مدى خمس سنوات على خلفية البرنامج النووي الايراني .. وسيناريو توقع المحللون وأساتذة العلاقات الدولية والاستراتيجيات حدوثة الى جانب سيناريوهات أخرى لضرب ايران لعزمها على المضي قدماً في تنفيذ برنامجها النووي التي تزعم بأنه للاستخدامات السلمية .
عاد هذا سيناريو الضربة الاسرائيلية لايران ليطرح نفسه من جديد بعد تصريحات شاؤول موفاز أحد نواب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في جريدة "يديعوت أحرنوت"، حيث هدد موفاز بضري ايران على خلفية برنامجها النووي قائلاً : ان اسرائيل ستضرب ايران اذا استمرت في برنامج التسلح النووي ، وأن مهاجمة ايران لايقاف خططها النووية سيكون لامفر منه ، وأن العقوبات الدولية ضد ايران ليست فعالة " وأضاف موفاز في اشارة الى تهديد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بـ"مسح اسرائيل عن الخريطة" أن ايران ستمحى عن الخريطة قبل اسرائيل" ، ولكن بالمقابل لابد أن نأخذ بعين الاعتبار أن موفاز المولود في إيران سبق أن شغل منصب وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية، وهو الآن منافس شرس لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت داخل حزب كاديما في ظل تحقيق الشرطة الإسرائيلية في ادعاءات بتلقيه رشاوى ، وأن صراع من أجل السلطة يعصف بحزب كاديما في ظل الفضائح المالية التي تلاحق أولمرت .
وبعد فترة وجيزة من تصريح موفاز ، قال مسؤولون امريكيون ان اسرائيل اجرت مناورات حربية واسعة خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري في ما بدا انه تدريب لشن ضربة على منشآت نووية ايرانية، وذلك حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. ونقلت الصحيفة معلوماتها عن مسؤولين امريكيين لم تسمهم قالوا للصحيفة ان اكثر من 100 مقاتلة من طراز اف - 16 واف - 15 شاركت في هذه المناورات التي جرت فوق شرقي البحر الابيض المتوسط واليونان خلال الاسبوع الاول من يونيو/ حزيران.
في المقابل، رفض مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي التعليق على هذه المعلومات . واكتفى المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بالقول ان "سلاح الجو يجري تدريبات دائمة استعدادا لمجمل السيناريوهات والاحتمالات الموجودة"، بينما رفضت وزارة الدفاع التعاطي مع الخبر.
الا ان الصحيفة الامريكية تمكنت من الاتصال بمسؤول عسكري في وزارة الدفاع (البنتاجون) قال لها ان الهدف من هذه المناورات كان التدريب على تكتيكات الطيران وامور اخرى تتعلق بشن هجوم ضد قواعد الصواريخ الايرانية الطويلة المدى بالاضافة الى التزود في الوقود في الجو.وقال المسؤول ان الهدف الآخر لهذه المناورات هو تحذير ايران من ان اسرائيل مستعدة للتصرف عسكريا ضد ايران لمنعها من امتلاك اسلحة نووية وذلك في حال فشل سبل اخرى، حسب تعبير المسؤول العسكري الامريكي .يذكر ان الجماعة الدولية قد فرضت مؤخرا المزيد من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي، الا ان ايران ترفض مزاعم التسلح النووي وتقول ان برمامجها النووي هو مدني ويهدف الى توليد الطاقة. كما قبلت ايران يوم الخميس التفاوض على رزمة جديدة من الحوافز الاقتصادية التي عرضتها بعض الدول الغربية على طهران بهدف اقناعها وقف تخصيب اليورانيوم . وكان رئيس الوزراء ايهود اولمرت قد حذر في 4 يونيو الماضي من ان اجراءات قاسية قد تكون ضرورية لمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية.واضاف انه ينبغي اقناع ايران بانها تتعرض لعواقب "مدمرة" ان اصبحت بحوزتها اسلحة نووية.

واذا تناولنا تناولنا سيناريو الضرربة العسكرية الاسرائيلية لايران على ضوء هذه المؤشرات ، فكيف ستتم هذه الضربة ؟ وماهي تداعيات هذه الضربة على أمن الخليج العربي والأمن القومي الكويتي بالذات ؟

سيناريو الضربة العسكرية الاسرائيلية :

من المفيد أن نناقش خيار اسرائيل العسكري اذا ما قررت القيام به بصورة منفردة ، مقارنة مع عملية الهجوم على مفاعل تموز العراقي فاننا سنجد ثمة نقاط ينبغي التوقف عندها ، أولها : أن الهجوم الذي كان على مفاعل تموز قد شمل موقعاً نووياً واحداً ، وهو هدفاً يمكن تسميتة بـ"الهدف النقطي" ، وبالتالي فان حالة ايران تختلف تماماً اذ سيكون على القوة المهاجمة أن توجه ضرباتها الى مواقع نووية متعددة ومتباعدة جغرافياً في الوقت نفسة داخل العمق الايراني ، كالمواقع النووية في ( بوشهر - ناتانز- أراك-أصفهان- صفند ... وغير ذلك ) ، فضلاً عن ان المسافة التي قطعتها الطائرات الحربية الاسرائيلية عام 1981 هي أقل بكثير من المسافة التي تفصل بين اسرائيل والأهداف النووية المحتملة داخل ايران بسبب الموقع الجغرافي . وهو ما يعد عائقاً تصعب من هذه المهمة ، الا اذا وفرت الولايات المتحدة الأمريكية عبر مطاراتها العسكرية المتنقلة بالخليج العربية نقطة الانطلاق لهذه المهمة ، وهذا ما هو متوقع في حال تنفيذ هذا السيناريو .
أما المشكلة الثانية التي ستواجه اسرائيل في هذه العملية ، فهي مشكلة لوجستية أيضاً ، تتعلق بالممر الجوي الذي ستسلكة الطائرات الاسرائيلية في طريق التوجه الى تنفيذ الضربة والعودة منها ، اذ ثمة صعوبات قد تواجهها في هذه المسألة ، فالبنسبة لتركيا ، وعلى الرغم من "صنداي تايمز" البريطانية في 18-7-2004 ، قد صرحت عن أن اسرائيل قد تشن هجوماً استباقياً على مفاعل بوشهر باستخدام المجال الجوي التركي ، فتركيا ترتبط بعلاقة تحالف استراتيجي مع اسرائيل ، وبينها وبين اسرائيل اتفاقاً تم التوقيع عليه عام 1996م مازال ساري المفعول ، حيث يستمر الطيارون الاسرائيليون بالتدريب في الأجواء التركية ، ولكن من الممكن أن ترفض السماح للطائرات الاسرائيلية بعبور مجالها الجوي ، وهذا التوقع مبني على الموقف التركي الذي رفض السماح للقوات الأمريكية من المرور الى داخل الأراضي العراقية قبل وخلال عملية احتلال العراق في 2003 ، على الرغم من المغريات التي قدمتها الولايات المتحدة لتركيا ، ولعل أهم ما يبرر الموقف التركي هذا أنها لا تسمح بضرب دولة مسلمة عبر أراضيها ، لاسيما في ظل الحكومة التركية الحالية مع الأخذ بعين الاعتبار الفتور الأخير الذي بدأ يطفح على سطح العلاقة بين تركيا واسرائيل ، ولكن تواجه تركيا حالياً ضغوطا من الولايات المتحدة في هذا المجال كما يبدو ، مقابل الوقف الأمريكي الى جانب تركيا والدفع بها الى عضوية الاتحاد الأوربي ، حيث طالب مؤخراً جورج دبليو بوش بقبول تركيا في الاتحاد الاوربي .

ومن المستبعد أن تمنح المملكة العربية السعودية ذلك الترخيص لاعتبارات عديدة ، أهمها أن ذلك سيزيد من الأعمال الانتقامية التي يقوم بها ما يطلق عليهم " الفئة الضالة " من المتشددون الاسلاميون داخل الأراضي السعودية ضد أهداف محلية وأجنبية وفي مقدمتها الرعايا والمصالح الأمريكية والبريطانية ، والتي أخذت في التصاعد في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق ، فضلاً عن أن من شأن ذلك أن يقوي من ادعاءات هذه الفئة التي تكفر من العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية ، وتصفها بأنها " خادمة لأمريكا والغرب " ، أما على الصعيد الخارجي فان سماح المملكة للطيران الاسرائيلي بشن هجمات على أهداف ايرانية سيزعزع من أمن المملكة نفسها ، ويجعلها امام مواجهة لا تحمد عقباها مع ايران التي ستعد السعودية عندئذ مشاركة في عملية العدوان عليها .

غير أن المعبر الجوي الوحيد الأكثر احتمالاً هو الذي سيمر عبر أجواء المملكة الأردنية الهاشمية مروراً بالأجواء العراقية ، فالأردن تتمتع بعلاقات جيدة مع اسرائيل ، ومن الممكن أن تستجيب لطلبها ، أما فيما يخص الأجواء العراقية ، فهي تحت سيطرة الولايات المتحدة ، والتي من دون شك ستلبي الرغبة الاسرائيلية ان لم تكن المشجعه لها ، بل وستقدم الدعم اللوجستي على الأقل بما في ذلك عملية التزود بالوقود جواً وتأمين نوع من الحماية لتلك الطائرات ، على الأخص فيما يتعلق بالتشويش على أجهزة الرادار الايرانية وأنظمة دفاعها الجوي .

بالاضافة الى استخدام الطائرات الاسرائيلية بالضربة العسكرية الاسرائيلية ضد الأهداف النووية ، فان اسرائيل قد تلجأ الى استخدام صواريخ كروز والصواريخ البالستية وفقاً لما تملكة اسرائيل من امكانيات في هذا المجال ، على غرار الضربات الأمريكية الصاروخية التي تعرضت لها المواقع العسكرية النووية أعوام 1991و1998و2003 ، لتدمر من خلالها على أكبر قدر من الأهداف الايرانية ، سواء كانت مواقع نووية أو أنظمة للدفاع الجوي ، وهذا ما يسهل من مهمة القوة الجوية الاسرائيلية .

كما ان اسرائيل تملك صواريخ من نوع " أرو2- القاتل" الذي يتميز بالدقة في مواجهة صواريخ ذاتية الدفع من جانب ايران ، وهو نموذج مطور من صاروخ "سكود" .وكذلك صواريخ التقاطع الاسرائيلية المعروفة باسم السهم وقدرتها على تحييد ترسانة ايران من صواريخ شهاب 3 ، والذي جرب في 29يوليو2004 على سواحل كالفورنيا الأمريكية باعتراض صاروخ سكود العراقي . كذلك لا نستبعد قيام طائرات سلاح الجو الاسرائيلي بشن ضربات قوية الى أنظمة الدفاع الجوية الايرانية أو الى مواقع بطاريات الصواريخ البالستية (أرض-أرض) اذا ما تذكرنا الدور التي قامت به هذه الطائرات عام 1982 أثناء احتلالها للبنان ، حيث تمكنت من تدمير كل بطاريات الصواريخ السورية (أرض-جو) التي تم نشرها في سهل البقاع ، وأسقطت 25 طائرة سورية خلال ساعات ، وكذلك دور الطائرات الاسرائيلية في الحرب الأخير ضد حزب الله في لبنان .


* دوافع اسرائيل لتنفيذ هذا السيناريو :

  1. ان الاسترايتيجة الاسرائيلية لا تسمح بأن تكون هناك قوة نووية في منطقة الشرق الأوسط ، مما يجعلها محتكرة لهذا النوع من السلاح ، وان لم تصرح به رسمياً ، ولذلك فهي تعمل جاهدة بكل الوسائل من أجل منع أي دولة من امتلاكة ، وهذا ماحصل مع البرنامج النووي العراقي .
  2. ان اسرائيل تحظى بدعم غير محدود سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً وأمنياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، ولذلك فانها لاتخشى أي عواقب يمكن أن تتخذ ضدها من قبل مجلس الأمن الدولي ، فمن المرجح أن تمنع الولايات المتحدة تمرير أي قرار مهما كان هذا القرار من المساس باسرائيل ، وذلك من خلال استخدام حق النقض " الفيتو " ، وهذا ما يتضح لنا من خلال تتبع قرارات مجلس الأمن الدولي .
  3. أن اسرائل تمتلك القدرات العسكرية ما يمكنها من القيام بمثل هذا العمل ، بالاضافة الى الدعم اللوجستي المتوقع من قبل القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وبعض دول الخليج العربية .
  4. ان اسرائيل اذا ما نجحت خُططها في مهاجمة المنشآت النووية الايرانية ، فانها -بذلك - ستكون قد تخلصت من احدى القوى الرئيسية المنافسة لها في المنطقة ، وسيجعل ايران في موقف الدولة الضعيفة فيها ، وبالتالي فان ذلك سيعزز من امكانية اسرائيل في أن تلعب دوراً قيادياً في المنطقة ، فضلاً عن أنها - بذلك- ستضعف من قدرات المتفاوضين السوريين واللينانيين معها في حالة اجراء مفاوضات سلام بينها وبين هاتين الدوليتن اللتين ترتبطان بايران بعلاقات جيدة ، وفعلاً بدأت المفاوضات الاسرائيلية السورية بوساطة تركية مؤخراً ، وهو مؤشر لمحاولة اسرائيل لاضعاف محور الممانعة الذي يتكون من ( ايران-سوريا-حزبالله - حركة حماس) تمهيداً لضرب ايران .

* العقبات أمام تنفيذ هذا السيناريو :

  1. المخاوف الاسرائيلية التي المترتبة على عدم نجاح الهجوم بالشكل المؤدي الى تدمير كافة المرافق النووية الايراينة المستهدفة ، وهو أمر وارد جداً للأسباب التالية :
  • أن الايراينيين قد نشرو مواقعهم النووية على أماكن متفرقة تشمل معضم الأراضي الايرانية ، وبصورة متباعده فيما بينها .
  • متانة وقوة الاستحكامات الانشائية الى اتخذها الايرانيين لحماية هذه المنشآت ، ومنها أن الكثير من هذه المنشآت قد تم بناءها على عمق غير قليل تحت الأرض ، فضلاً عن استخدام طيقات سميكة جداً من الحواجز الخرسانية الصلبة التي تزيد من هذه الاستحكامات .
  • قدرة الاستحكامات العسكرية المتمثلة بأنظمة الدفاع الجوي الايراني المنتشرة حول هذه المواقع ، والتي لابد أن الايرانيين قد تحسبوا لطبيعة السلاح الذي يمكن أن تُهاجم به هذه المواقع من قبل أعدائه ، وخاصة من قبل اسرائيل والولايات المتحدة .
  • ضعف المعلومات الاستخبارية التي قد تعاني منها اسرائيل بصدد هذه المواقع ، والتي على الأرجح أن عمليات تمويهية قد اتخذها الايرانيين بهف عدم كشفها من قبل الأقمار الصناعية التجسسية .

2. ان اي هجوم اسرائيلي من هذا النوع سيؤدي الى رد فعل ايراني يتمثل في قيام ايران باطلاق الصواريخ البالستية من نوع شهاب3 على اسرائيل ، وربما تكشف ايران في هذه الحالة عن امكانيات لم يسبق أن أعلنت عنها في المجال اللوجستي المتعلق باستخدام طائرات القوة الجوية الايرانية ، وخاصة فيما يتعلق بعملية التزود بالوقود في الجو للطائرات المقاتلة التي ستكون ضرورية في هذه الحالة وذلك بسبب بعد المسافة التي تفصل الدولتين .

3. قد يؤدي هجوم كهذا الى تنشيط دور الحركات الاسلامية المسلحة ، مثل حزب الله في لبنان ، وحركات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها "حماس" ، وزيادة حجم العمليات العسكرية الموجهة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي .

4. سيقوم الايرانيون المقيمون خارج ايران - وتحديداً في دول الخليج العربية وعلى رأسها دولة الكويت التي تعج بالعمالة الوافدة الايرانية ، على الأرجح بالضغط على حكومات الدول التي يقيمون فيها من خلال مظاهر الاحتجاج الذي ربما لاتخلوا من بعض مظاهر العنف والتي قد تتطور الى أعمال ارهابية كما فعلوا ذلك ابان الحرب العراقية الايرانية في عدة مواقع حيوية بالكويت، مما يعرض الأمن القومي لدولة الكويت كونها حليف استراتيجي للولايات المتحدة التي هي الداعم الرئيسي لاسرائيل ، بهدف دفع هذه الحكومات الى اتخاذ مواقف تنسجم مع رغباتهم المساندة للموقف الايراني .

5. قيام ايران بعمليات تخريبية وارهابية بدولة الكويت وبقية دول الخليج ، عبر عناصرها في هذه الدول ، لحملها على اتخاذ قرارات تخدم ايران في هذا المجال ، وتاريخ ايران في هذا المجال لايمكن ان ينكر ، خاصة فترة الثمانينات .

6. قد يؤدي الهجوم الاسرائيلي من خلال هذا السيناريو الى عرقلة الجهود التي تبذل من أجل التوصل الى انهاء الصراع العربي الاسرائيلي ، وبالتالي ، اعادة اجواء التأزم وعدم الاستقرار الى هذا الجزء الحيوي من العالم .

7. من المرجح أن تعمد ايران في حالة تعرضها الى هجوم عسكري خارجي يستهدف منشآتها النووية ، اسرائيلياً كان أو أمريكياً ، الى عرقلة خطوط الملاحة الدولية المارة عبر مضيق هرمز لاسيما ناقلات النفط المصدر من دول الخليج العربي الى الولايات المتحدة بصورة خاصة ، وأوربا واليابان بشكل عام ، وهي بهذه الخطوة ستعمل الى رفع أسعار النفط في الأسواق العالمية أكثر من المستويات المرتفعه حالياً ، وبالتالي فان هذا الأمر سيكون بمثابة الورقة القوية التي تستطيع - من خلالها ايران الضغط على هذه الدول والجماعة الدولية .

8. ستقوم ايران باللجوء الى المنظمات الدولية ، وتحديداً مجلس الأمن الدولي ، وكذلك الى منظمة المؤتمر الاسلامي ، لتحقيق أكبر قد من التأييد الدولي لاعطاء الهجوم الاسرائيلي صفة العدوان وفقاً لوصف القانون الدولي بهدف الحصول على التعويضات المقابلة للخسائر التي ستنجم من هذا العدوان ، كما أن من المرجح أن تنحو ايران الى مطالبة الدول العربية بصورة منفردة أو من خلال تنظيماتها المؤسسية الاقليمية مثل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي على اتخاذ مواقف واضحة ومحدده من العدوان الاسرائيلي .

9. عدم القدرة على التحكم على النتائج المريعة التي ستخلفها تدمير هذه المنشآن النووية على البيئة وعلى صحة وسلامة مواطني الدول المجاورة وخصوصاً دولة الكويت التي لا تبعد عن أحد مفاعلات ايران النووية سوى 200 كيلومتر مربع تقريباً وهو مفاعل بوشهر الايراني المحاذي للسواحل الكويتية . وهذا ما يعد تهديداً مباشراً على الأمن القومي الكويتي والخليجي على السواء .

بعد تناولنا لهذا السيناريو ، نسنتنتج أن في حالة وقوعة سيؤدي الى اتجاه المنطقة الى حالة من عدم الاستقرار ، وتحويلها الى ساحة صراع ، الأمر الذي سيفاقم من أزماتها الأمنية ، اذ انها قد تنعكس على قيام ايران باتخاذ خطوات عسكرية ترد من خلالها على هذا العدوان ، فربما تستهدف - من خلالها - المنشآت النووية الاسرائيلية ، والتي هي - بلا أدنى شك - ذات امكانيات أكبر بكثير من ما تملكة ايران في هذا الجانب ، ومن الأرجح فان ايران لن تتمكن من اصابة الأهداف النووية الاسرائيلية بدقة متناهية ، مما سيعطي الفرصة الى اسرائيل وتحت ذريعة الدفاع عن النفس من استخدام هذا السلاح على مواقع معينة داخل الأراضي الايرانية ، وعندئذ فانها ستحقق هدفين في آن واحد ، الأول هو كسر شوكة القوة العسكرية الايرانية ، لاسيما ان لم تكن ايران قد حققت انجازاً نووياً عسكرياً ملموساً بعدم تمكنها بعد من امتلاك السلاح النووي ،وهي المرحلة التي ستكون الأكثر ملائمة للهجوم الاسرائيلي وفقاً لهذا السيناريو ، و من خلال الحالة التي تعاملت بها مع البرنامج النووي العراقي ، أنها تقوم - اي اسرائيل - على أساس اتاحة المجال لأي من دول المنطقة التي ترغب في حيازة هذا النوع من السلاح للعمل بصورة متواصلة على انجاز برنامجها النووي ، الذي تتناه لهذا الغرض مع وضعه - اسرائيلياً - تحت المراقبة والمتابعة الدقيقة ، الى الحد الذي تقترب منه الدولة المعنية من المراحل النهائية لتحقيق أهدافها النووية ، وبعد ذلك تنقض بصورة مفاجئة على المنشآت النووية في دول الهدف وتدميرها . ونعتقد أن اسرائيل انما تحقق - من خلال هذا الأمر - الهدف الثاني ، وهو جعل دولة الهدف تستنزف أكبر قدر من امكانياتها المادية في مثل هذه البرامج ، مما يعيقها مستقبلاً من اعادة بناء هذه المنشآت بعد تدميرها .

بناءا على ما سبق فقد ناقشنا سيناريو الضربة الاسرائيلية لايران على خلفية البرنامج النووي الايراني ، وادركنا أن أمن المنطقة وخاصة أمن الخليج العربي ودولة بمافيها دولة الكويت ، ستكون الضحية في مواجهة ماسينتج من هذه الضربة عبر مراحلها المختلفة كما ذكرنا أنفاً ، بحكم الجوار الجغرافي من جهة ، وبحكم علاقات التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية .

وبالنسبة لدولة الكويت بشكل خاص ، فان الأمن القومي الكويتي سيكون معرضاً للتهديد أكثر من ذي قبل من بين دول الخليج العربية الأخرى ، خاصة وأن دولة الكويت قد مرت بتجربة ليست مماثلة لظروف وأطراف النزاع ، ابان الحرب العراقية الايرانية فترة الثمانينات ، كونها - أي الكويت - ستكون الطرف المحايد في هذه المواجهة بناءا على تصريحات وتأكيدات المسؤولين والقياديين الكويتيين في هذا المجال ، الا أن الحياد لن يحفظ الأمن القومي الكويتي من التهديد ، كون الكويت تعج بالمصالح الغربية وخاصة الأمريكية ، من خلال تواجد أعداد ليست بكثيرة من الجنود الأمريكان في معسكر عريفجان في الجنوب ، وكذلك المصالح الغربية والأمريكية المتمثلة بالنفط ومنشآتها ، والتي قد تكون عرضة لتهديد ضد اي ضربة ايرانية أو أعمال تخريبة وارهابية من قبل الجانب الايراني مثل ماحدث ابان الحرب العراقية الايرانية حيث استهدفت ايران وقصفت 450 تقريباً من الناقلات النفطية الكويتية ، مع تدمير الجزر الصناعية النفطية والتي سميت " بحرب الناقلات Tankers War " ، ففي ديسمبر 1983 وقعت انفجارات في كلاً من السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية ، ومصفاة الشعيبة لتكرير النفط ، وبرج مراقبة المطار الدولي ، ومقر لسكن الأمريكان ، وعدة هجمات إرهابية من ذات المجموعات ضد المدنيين في المقاهي الشعبية والتي أسفرت عن مقتل 8 أفراد وجرح 69 آخرين ، وتبعها بعد نحو عام تقريباً هجوم انتحاري على موكب أمير دولة الكويت آنذاك الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمة الله ، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين . ان هذا الماضي الحافل بالتهديدات والارهاب وعدم الاستقرار يدفعنا الى اتخاذ الحيطة والحذر في هذه الأمور للحفاظ على أمن الدولة القومي ، ونعتقد أن دولة الكويت قد اتخذت خطوات جادة في هذا المجال من خلال خطط الطوارئ في مواجهة هذه الاحتمالات خاصة البيئة وتداعيات المواجهة بين ايران وأدي دولة كانت ، وكانت مبادرة اسطنبول من قبل حلف الناتو خير دليل على ذلك ، من خلال توقيع عدة اتفاقيات امنية بين الكويت وحلف الناتو في المجالات الأمنية والعسكرية ، وكذلك فيما يتعلق بالاتفاقيات الأمنية المبرمة بين الكويت ودول مجلس الأمن الدائمة العضوية ...

هذا بالنسبة لتوقعاتنا بناءا على قراءاتنا لبعض المؤشرات والمعطيات ، ولكن لنتذكر أن في حال وقوع هذا السيناريو فان الواقع سيكون أمر من النظرية والتوقع ....